
السمراء الناعمة

أسامة حسين الدماغ
أمد/ لا ليلٍ بدون السمراء الناعمة المُرةَ المذاق كيف لا وقد طلب الدرويش محمود في حرب بيروت هدنة خمس دقائق لصناعة كوب قهوة ولي فيه قدوة وتأسي واليوم أطلب لها حقاً مشفوعاً بالقسم أنها طاهرة وحبيبة عاشقين الليل والقلم وموسيقي جميلة بلا عنوان
كوب قهوة ...يا حبيبتي في الصباح يجعلك ترتبين مضامير يومك .
وكوب قهوة يا حبيبتي ...في المساء يجعلك تبدأي يوماً جديدا تزاحم فيه نشاط الصباح..
وكوب قهوة يا صديقي ..بعد سهر ليل قد يصيبك بالهذيان فينطلق صهيل قلمك كجواد يجول ساحات الوغي يبحث عن فريسه
تنازعوها .. نعم تنازعوها كما يتنازعون غجرية في سواد الليل
فتارة سموها برازيلية ..وتارة امريكية ...وتارة عربية
بحثت عن نسبها فلم أجد لها سوي ذوق يشبة طعم اللغة العربية حين يلامسها لسانك فتذوق مرارة طعمها كما تتعب حنجرة الحلق في نطق القاف...
فحين تنطق بالقاف تحتاج الي كل هواء الكون وحين ترتشف رشفة قهوة تحتاج كل مذاقات الكون
فهما ندان يكافح كل منها ليظفر بنكهة اللسان وعبير المكان
أما أنا لي فيها قولاً وفعلا
نكون سوياً في الليل دون ثالث
فحبيبتي السمراء دوما معي
وهذه الليلة ومازلت أكتب كلماتي في حبها
اذ تقول لي يا عاشق الليل والقهوة السمراء قد ذهبت سخونة فنجاني. فخذ بيدي وأدفأني وخذ ما أحببت مني
مهلا أيتها السمراء فحبر قلمي هائج بكلمات كعاشق طال عنه لقاء حبيبته
فردت بصوت رقيق كعادتها
كعادتك تتركني طوال الليل في فنجاني حتي ينضب حبر قلمك
فقلت لها لذيذة الذوق دافئة وباردة يا سمراء اللغة
مهلا فالليل طويل وكم يحتاج كاتب الحب والتاريخ للقهوة والهذيان