سنرجع يا قدس مهما يمر الزمان

تابعنا على:   12:26 2023-03-25

جلال نشوان

أمد/ مشهد الزحف الجماهيري المهيب في المسجد الأقصى مشهد يسر القلوب ويشرح الصدور ، حيث هذا المشهد الرائع الأعداء قبل الأصدقاء وسبحان الله جل شأنه ، فالقدس تزهو دائما بأصحابها الشرعيين من أبناء شعبنا الفلسطيني الضاربة جذوره في أعماق التاريخ
وفي كل صلاة يزلزل النداء الإلهي الأعداء الصهاينة الغرباء الذين جاؤوا من وراء البحار
انها القدس يا سادة ياكرام التي تلقن الأعداء دروساً في الدفاع عن الأرض والمقدسات وتبرز دائما تضحيات أبناء شعبنا العظيم الذي قدم ومازال يقدم الغالي والنفيس وعلى قاعدة لا حياة الا بك ياقدس

السادة الأفاضل:
رغم الحصار والقيود المشددة على المسجد الأقصى المبارك، زحف مئات الآلاف لأداء الصلوات في رحابه الطاهرة
ومن شاهد شاشات التلفاز وتدفق مئات الآلاف من أبناء شعبنا زحفوا ليصلوا صلاة الجمعة الأولى ، رغم العراقيل الكثيرة التي فرضتها قوات الاحتلال الصهيونية الارهابية النازية الفاشية في محيط الأقصى والبلدة القديمة والقدس المحتلة.
المدير العام للأوقاف في القدس أفاد بأن 100 ألف مصلي أدوا صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان في المسجد الأقصى، رغم الانتشار المكثف لجيش الاحتلال منذ ساعات الصباح، والحواجز العسكرية التي عرقلت وصول المصلين للمسجد والحديث عن القدس ، حديث له شجون ، حيث تُعدّ مدينة القدس من المُدن الحضاريّة والمُقدسة المهمّة، أُسِّست معالمها الأولى على منطقة تلال الظهور التي تُطلّ على سلوان في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة التابعة للمسجد الأقصى، أمّا امتدادها الجغرافيّ في الوقت الحالي فيبدأ من الجهة الجنوبيّة لجبال الخليل، والجهة الشماليّة لجبال نابلس، وتصل إلى الجهة الشرقيّة التابعة للبحر المتوسط، ويصل ارتفاعها فوق مستوى سطح البحر إلى ما يقارب 775م.

وفي الحقيقة:
مدينة القدس الشريف هي عاصمة دولة فلسطين، حيث جاء في وثيقة إعلان الاستقلال (فإن المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف) وكذلك جاء في مقدمة القانون الأساسي المعدل (إقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى نبينا محمد صلى اللهعليهوسلم)، ومهد سيدنا المسيح عليه السلام) إضافة إلى ما نصت عليه المادة رقم (3) من القانون الأساسي (القدس عاصمة فلسطين).

وقد عُرِفت مدينة القدس منذ تأسيسها بالعديد من الأسماء؛ حيث عُرِفت باسم يبوس؛ وذلك نسبةً إلى اليبوسيين، وعُرِفت في سنة 1049ق.م في عهد النبي داود -عليه السلام- باسم مدينة داود، وفي سنة 559ق.م أُطلِق عليها اسم أورسالم أثناء حُكم البابليّين لها، وعندما وصلها الإسكندر الأكبر عُرِفت باسم يروشاليم في سنة 332ق.م، وعندما وصلها الفتح الإسلامي عُرِفت باسمَي القدس وبيت المقدس، وأُطلِق عليها في زمن الحُكم العثمانيّ اسم القدس الشريف.

السادة الأفاضل:
لقد تأثّرت مدينة القدس بالعديد من المراحل التاريخيّة المميّزة، التي ساهمت في تشكيل معالمها الحضاريّة وظهور العديد من المواقع التاريخيّة على أرضها؛ حيث عاشت على أراضيها قبيلة اليبوسيين التي تنتمي إلى القبائل العربيّة الكنعانيّة، وأطلقت عليها اسم يبوس،
وعندما أصبح النبي داود عليه السلام ملكاً على الأرض المقدسة،حيث يقال إنه استطاع السيطرة على القدس عام 977 أو 1000 ق.م واستمر حكمه 40 سنة، وتسلم الحكم من بعد موته ابنه النبي سليمان عليه السلام، الذي حكم 33 سنة، وبعد وفاة النبي سليمان عليه السلام ضعفت مملكته وانقسمت، وبعدها سيطر الأشوريون على فلسطين، وتمكن البابليون من الاستيلاء على القدس عام 586 ق.م واحداث التاريخ مزدحمة بالأحداث ، خاصة أن التاريخ قدم الكثير على أن فلسطين لأهلها وشعبها وعلى الغرباء الغزاة المحتلين العودة من حيث أتوا ،
والتاريخ يشهد أن فلسطين تعرضت لأكبر مؤامرة قذرة عرفتها البشرية من قبل الدول الإستعمارية التي اقامت دولة الإحتلال الإرهابية النازية لتكون قاعدة استعمارية تخدم مصالحها وتمزيق الدول العربية إلى دويلات لاستعمارها ونهب خيراتها

أما في العصر الحديث ومنذ أن قامت دولة الإحتلال الإرهابي الصهيوني النازي باحتلال مدينة القدس عام 1967م، وهي تعمل جاهدة للسيطرة عليها وتغيير معالمها بهدف تهويدها وإنهاء الوجود العربي فيها، وقد استخدمت لأجل ذلك الكثير من الوسائل وقامت بالعديد من الإجراءات ضد المدينة وسكانها، حيث كان الاستيطان في المدينة وفي الأراضي التابعة لها أحد أهم الوسائل لتحقيق هدف إسرائيل الأساسي تجاه مدينة القدس

سعت دولة الإحتلال الإرهابي الصهيوني النازي خلال العقود الماضية إلى استكمال مخططها الاستيطاني الهادف للسيطرة الكاملة على مدينة القدس، وعملت على تحقيق ذلك من خلال توسيع ما يسمى بحدود القدس شرقاً وشمالاً، وذلك بضم مستعمرة معاليه أدوميم التي يقطنها حوالي 35 ألف مستوطن ارهابي متطرف ، كمستوطنة رئيسية من الشرق، إضافة إلى المستوطنات العسكرية الصغيرة مثل "عنتوت، ميشور، أدوميم، كدار، كفعات بنيامين من الجهة الشرقية، والنبي يعقوب، كفعات زئييف، والتلة الفرنسية، كفعات حدشا، كفعات هاردار من الشمال.

إن السياسة التي اتبعتها دولة الإحتلال الإرهابية النازية أدت إلى مضاعفة عدد المستوطنين، وفي نفس الوقت قللت نسبة السكان الفلسطينيين الذين يشكلون ثلث سكان القدس أي حوالي 220 ألف نسمة بما فيها الجزء المضموم 380 ألف نسمة، مع العلم أن عدد المستوطنين في مدينة القدس يساوي عدد المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة (180 ألف مستوطن).

السادة الأفاضل:
مما لا شك فيه أن لعملية الإستيطان الصهيونية في القدس وضواحيها، آثار كبيرة على أبناء شعبنا المقدسيين ويمكن إجمال هذه الآثار بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي التابعة للقرى التي أقيمت عليها المستوطنات.
وتطويق التجمعات السكنية الفلسطينية والحد من توسعها الأفقي والعمودي لاستيعاب التزايد الطبيعي للشعب الفلسطيني.

وغني عن التعريف:
إن تهديد بعض التجمعات السكانية الفلسطينية بالإزالة، وخاصة تلك التي تعترض تنفيذ المخطط الصهيوني الارهابي الشيطاني الرامي إلى دمج العديد من المستوطنات المحيطة بالقدس وهذا سيؤدي إلى إبقاء أبناء شعبنا الفلسطيني المقدسيين في مدينة القدس وضواحيها في حالة خوف ورعب معزولين عن شعبهم ووطنهم بشكل دائم، من خلال الاعتداءات المتكررة عليهم من قبل قطعان المستوطنين الإرهابيين النازيين المدججين بالسلاح والمحميين من قبل قوات الشرطة الصهيونية وهنا نؤكد خطورة عزل مدينة القدس وضواحيها عن محيطها الفلسطيني في الشمال والجنوب والشرق.

وكذلك فصل شمال الضفة عن جنوبها، والتحكم في حركة أبناء شعبنا الفلسطيني بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.

قطع التواصل الجغرافي بين أنحاء الضفة الغربية وتقسيمها إلى بقع متناثرة، وبالتالي الحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومتواصلة جغرافي

حقاً :
جاوز الظالمون المدي ، فالإحتلال الصهيوني الإرهابي النازي الفاشي يعتمد سياسة مصادرة الأراضي المملوكة من أجل توسيع مستوطناته، وبالتالي تضييق الخناق على الوجود العربي في مدينة القدس، وقد تم خلال العقود الماضية مصادرة الآلاف من الدونمات في القدس ومحيطها ومازالت هذه السياسة متبعة من قبل الإحتلال. ففي عام 2004م، جرى الإعلان عن مصادرة 2000دونم من أراضي قرية الولجة جنوبي القدس المحتلة، لإقامة 5000 وحدة استيطانية جديدة عليها، كما كشف النقاب عن مخطط استيطاني خطير يبتلع جميع أراضي بيت إكسا شمال غربي القدس، وقد أخطرت السلطات الصهيونية المواطنون الفلسطينيون بمصادرة 14 ألف دونم من أراضي قريتهم لإقامة مستوطنة جديدة عليها. وأن قريتهم من الآن فصاعداً أصبحت تقتصر على ألف دونم، هي المنطقة المصنفة فقط، بينما اعتبرت بقية الممتلكات والأراضي أملاك دولة يحظر على أصحابها الإنتقال إليها والعمل بها لزراعتها وفلاحتها رغم الإجراءات الصهيونية الإرهابية النازية الفاشية من تهويد واستيلاء على بيوت أهلنا بالقوة ومصادرة الأراضي والممتلكات وبرغم الاقتحامات اليومية لقطعان المستوطنين الإرهابيين النازيين بقيادة بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وزعرانهم ، ستظل القدس تنطق بأصالتها الفلسطينية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ ، شاء من شاء وأبى من أبى ورغم كل ذلك

سنرجع يا قدس مهما يمر الزمان

كلمات دلالية

اخر الأخبار