
الإصلاح القضائي أحد أسبابه..
تقرير استخباراتي يحذر: تراجع خطير في موقع إسرائيل الاستراتيجي

أمد/ تل أبيب: حذر قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات بجيش الاحتلال الإسرائيلي، من أن "موقف الدولة الاستراتيجي، ساء في الأشهر الأخيرة وتم إلحاق الضرر بأمنها" وسط جهود الحكومة لإقرار تشريعات "الإصلاح القضائي".
وحسب موقع "إسرائيل اليوم" فإنه تم إرسال التقرير من قبل قسم الأبحاث في مديرية الاستخبارات العسكرية إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، مشيرا إلى أن التقرير أدى إلى تحذير وزير الجيش الصارخ الأسبوع الماضي من أن الإصلاح أثر على القدرات العملياتية للجيش، والدعوة إلى وقف تشريعات الإصلاح القضائي.
وأضاف: "يبدو أن هذا التحذير هو ما دفع غالانت إلى الدعوة لوقف خطة التعديلات القضائية الأسبوع الماضي، وعلى إثر ذلك تمت عملية إقالته، إلا أن نتنياهو اضطر أخيرا إلى تجميد الخطة، والتراجع عن إقالة غالانت".
تراجع خطير..
وأوضح قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات، أن "التراجع الخطير في موقع إسرائيل الاستراتيجي يعود لعدة أسباب، من أهمها الضعف الذي يعتبر أعداء إسرائيل أنه نتج بسبب الخلاف الداخلي حول خطة التعديلات القضائية، حيث يتم التعبير عن ذلك في كل من مكونات المحور المعادي لإسرائيل بقيادة إيران. والدليل على ذلك هو سلسلة اللقاءات التي عقدها الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في الأسابيع الأخيرة مع كبار مسؤولي حركتي حماس والجهاد الإسلامي بهدف تنسيق المواقف".
وقال إن "كبار المسؤولين الإيرانيين يحافظون على اتصالات مماثلة، ومن المحتمل أن يكون ذلك قد زاد من ضغطه على مختلف الأطراف المشاركة في تنفيذ هجمات في إسرائيل. ويبدو أن ذلك جاء على خلفية الهجوم الذي تم تنفيذه قبل نحو أسبوعين من لبنان على مفترق مجيدو، بعملية مشتركة بين حزب الله وإيران، فضلا عن الجهود المتزايدة لتنفيذ هجمات من قبل تنظيم داعش، وهو ما تتصوره جميع الأطراف في المحور كنقطة يمكن أن تشعل النار في المنطقة بأكملها".
إيران المستفيد الأكبر..
وأفاد قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بوجود سبب آخر لتدهور الوضع الاستراتيجي في إسرائيل، يتمثل بفتور العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة. فإيران هي المستفيد الرئيسي من ذلك، لأنها تعتقد أن إسرائيل لن تكون قادرة على شن حملة ضدها أو مهاجمة مشروعها النووي دون دعم أمريكي.
ويشجع هذا الفتور السلطة الفلسطينية، التي تأمل في استخدامه بشكل رئيسي في مختلف المحافل الدولية، من لجان الأمم المتحدة إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، وفقا للتقرير.
وفي الوقت نفسه، يثير هذا التباعد والفتور قلق أصدقاء إسرائيل، لا سيما في دول الخليج ومصر والأردن ودول أخرى. وإذا كانوا في الماضي قد اقتربوا من إسرائيل بسبب علاقاتهم الوثيقة مع واشنطن، على أساس أن إسرائيل تجلب الولايات المتحدة أيضًا إلى أي اتفاق، فقد كانت النتيجة المباشرة لفتور العلاقة الإسرائيلية الأمريكية حاليا، التقارب بين أصدقاء إسرائيل في المنطقة وإيران. وقد انعكس ذلك في تجديد العلاقات الإيرانية السعودية والبحرين، وفي الاستقبال الحار الذي انتظره مؤخرًا وزير الخارجية الإيراني في القاهرة، على حد قول التقرير.
الوضع سيزداد سوءا..
واختتم التقرير بالقول: "المعنى المباشر لهذه الأمور كلها، هو تآكل قوة الردع الإسرائيلية، وبالتالي ضعف قوتها السياسية والأمنية على الساحتين الإقليمية والدولية. والخوف الآن يكمن في أن التراجع في موقع إسرائيل الاستراتيجي سوف يتعمق أكثر، على خلفية العمليات المتسارعة على الساحتين الداخلية والخارجية".
إسرائيل..
ووفقا للتقرير، فقد "سلطت الوحدة البحثية الضوء على الخطر الذي يمثله أعداء الأمة في تحديد نقطة ضعف في الانقسامات الداخلية الناجمة عن الإصلاح الشامل"، مشيرا إلى أن "العنصر الرئيسي في ذلك هو إيران، و"حزب الله" اللبناني الذي التقى زعيمه حسن نصرالله الأسابيع الأخيرة بقادة حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين لتنسيق مواقفهم".
وقالت وحدة الاستخبارات إن "السلطة الفلسطينية ستستغل الانقسامات في إسرائيل لتعزيز قضيتها في الهيئات الدولية، بما في ذلك محكمة العدل الدولية في لاهاي".